قال المحلل السياسي تركي القبلان، إنه كان أوج وازدهار علم الجيوبوليتيك وبلوغ ذروته في الحرب العالمية الثانية، مشيرا: فترة الحرب الباردة بدأت تتبلور عدة إجتهادات للتوسع في هذا العلم.

ولفت تركي القبلان: بعد الحرب الباردة برز نوع جديد لمحاولة تجاوز الجيوبوليتيك التقليدية في ظل العولمة وتقنيات العصر من تكنولوجيا واتصالات ، وهو الجيوبولتيك النقدية ، وتشكل منه فرع “الجيوبولتيك الشعبية”من ميزاتها أنها تتجاوز المكان والحدود الجغرافية للدول التي ترتكز عليها الجيوبولتيك التقليدية إلى فضاء أوسع ويعتمد على العامل البشري وتأثيراته بدلاً من الحدود والموارد الإقتصادية والعلاقات السياسية.

وأوضح:بهذا تكون الدولة خرجت من إطار إتخاذ القرار السياسي الرسمي القائم على مؤسسات الدولة إلى إطار توظيف القوة الكامنة لها بجانبها البشري، مشيرا: ليست القوة الصلبة وميزات الجغرافيا وحدها هي من تبرز مكانة الدولة وتجلب لها الانتباه كأثار مرئية ، إنما هناك تغيرات غير مرئية يتم صناعتها في الفكر الجماهيري ، سواءً لصالح إبراز مكانة الدولة أو توظيفها ضمن أسلحتها لاحراز التقدم وصناعة مكانتها في مواجهة دولة أخرى.

وتابع: تحترف الجيوبوليتيك الشعبية إحداث حرب ضروس في الميدان الفكري الشعبي لصناعة آراء مضادة تثير الجدل المجتمعي لاختراقه والتأثير عليه بإضعافه أو إحداث أنقسام بداخله لصالحها لتتمكن من إيصال الرسالة والفكرة المراد تمريرها داخل الدولة المستهدفة أو أبعد إلى إعادة صياغة الفهم الجماهيري في منطقة بأكملها تجاه الدولة محل التنافس ، والهدف إيجاد تأثير على الجوار الجغرافي بعد تحقيق حالة التناقض في المسار الجيوسياسي العام لاحداث متغير جيوبوليتيكي مُمكّن لدولة على حساب أخرى ، كأدوات تحقق نمط جديد من القوى للدولة وداعم لصانع القرار السياسي في فن توظيف هذه القوة وفق معطيات المرحلة السياسية.